الحياة الإجتماعية عند السوريين والفرنسيين في الحجر الصحي وأثر هذا على قطاع الزراعة في فرنسا
يعرب الدالي
أزدادت حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 في فرنسا بشكل كبير مما إضطر الحكومة إلى تطبيق قرار حجر صحي والطلب من السكان الإلتزام في منازلهم وعدم الخروج إلا لأسباب ضرورية
اثر هذا القرار على مفاصل الحياة اليومة حيث توقفت أغلب الشركات والمصانع وأصاب البلاد بشلل شبه تام وكان القطاع الزراعي من المتضررين أيضا وقد تم الإعلان عن هذا بشكل واضح وأنه الأن يوجد 2000 فرصة عمل شاغرة في قطاع الزراعة في فرنسا فقد إلتزم معظم الفرنسيين في منازلهم أثناء الحجر الصحي المطبق واصبحت الطرقات في المدن والقرى خالية وتوقفت جوانب الحياة كما يحصل في كثير من دول العالم
لكن ماذا لو كان السوريين بدلا من الفرنسيين ؟!!
بدايتا الأرياف في فرنسا مجهزة بالطرق المعبدة وبالمرافق العامة من مكاتب بريد وبلديات ومراكز طبية وفروع بنوك حتى وأيضا مكاتب خدمات إجتماعية
بالإضافة إلى كثرة الأنهار والجداول وقنوات الري الصغيرة والتربة الخصبة والألات المتطورة ومراكز صيانتها
أي أن كل ما يحتاجه القطاع الزراعي كي يزدهر متوفر إلا أنه ينقصه اليد العاملة و هذا اهم عامل والذي تعاني فرنسا منه اساسا وقد إزداد وضعه سوئ مع تطبيق الحجر
هنا تأتي ميزة المجتمع السوري وخاصة الريفي منه لأن الحالة الطبيعية لأغلب السوريين في ظل الحجر كانت ان يغادروا المدن الكبيرة هربا من إزدحامها والسجن في شققها الصغيرة و يعودوا إلى قراهم الواسعة ليستمتعوا بالهوائ النقي والتباعد المحقق اساسا من اتساع مساحات المزارع ولزيارة الجزئ الأخر من الأسر الموجد اساسا في الريف
كنا سوف نشاهد الجد والأعمام وأبنائهم وزوجاتهم يخرجون صباحا للعمل في الحقل و يتجمعون مساءا في حلقات السهر التي قد تتقسم حلقات رجال وأخرى نساء وصبايا وشباب والأطفال أو تكن حلقة واحدة للجميع تسمع لها دويا يكاد لا يفهم بسبب الأحاديث التي لا تنتهي وتطرد أي ملل
كانت اسابيع الحجر سوف تكن غير كافية و يريدون المزيد للإستمتاع بهذه العطلة الممتعة فعلا ولكانت المزارع بدأت تحقق إنتاجا وبتكلفة أقل لأن هؤولاء لا ينتظرون اجرا
ولأصبحوا فائظ في اليد العاملة التي تحتاجها الزراعة
أعيش في قرية صغيرة جنوب #فرنسا في الأيام العادية تكون خالية إلا من بعض المسنيين الذي يتابعون أعمال مزارعهم بخجل وبجزئ صغير من اصل الأرض الكاملة القابلة للزراعة اساسا و الأن في ظل الحجر حتى هؤولاء لم أعد أراهم
احد اصحاب المزارع ممن كان يتردد عادتا على بيوت اللاجئين هنا إما كي يقدم لهم بعض منتجاته كمساعدة او ليبحث عن عمال بينهم ليساعدوه في أوقات جني المحاصيل
بعد اسبوع فقط من الحجر اتى ليخبرنا بأنه بإمكاننا الذهاب وقطف مانحتاجه من الجزر والخس لأنه حان قطافها ولن يستطيع فعل هذا هو وفقد الأمل بأن ينتهي الحجر قريبا
كان منظر مزرعته محزننا حقا مساحات واسعة من الخضراوات سوف تفسد ولن يتم جمعها وسوف ينحرم السوق الفرنسي منها والذي يعاني اساسا من صعوبة الإستيراد من الخارج بسبب مشاكل يواجهها سائقي الشاحنات على الطرقات من إغلاق الإستراحات وورشات الصيانة وغيرها
تأملت هذه المزرعة وتذكرت أقاربي ممن يعمل بالزراعة في سوريا وكيف أن هذه الأرض بما تحتويه من ميزات كانت لتصبح مصدر ثروة لهم بدلا من مزارعهم التي لا تحتوي حتى على مصدر ري ومع ذالك يتمسكون بها وتعتبر مصدر دخل لهم
هذا الإسقاط ليس فقط من خلال المقارنة بين المجتمعين
بل أحد الأشخاص السوريين فعل هذا فعلا عندما وصل منذ ثلاث سنوات إلى فرنسا عن طريق إعادة التوطين من لبنان
وصل إلى فرنسا برفقة زوجته وأبناءه الثلاثة وزوجاتهم
في البداية كان نصيبهم ان يسكنوا مدينة ليون وسط فرنسا في منطقة صناعية مزدحمة لا تشاهد فيها إلا الأبنية الطابقية على عكس منطقتهم السابقة في ريف حماة الغربي والمعروف أنه سهول خضراء واسعة
كان هذا السبب الوحيد الذي دفع هذه العائلة أن تغادر ليون وتتجه إلى ريف قريب منهم يشبه بيئتهم السابقة
إلا أن هذا التغير تبعه تحول كبير في حياة هذه الأسرة
حيث أنهم وبعد٠وصولهم إلى قريتهم الجديدة واكتساب معارف من٠سكانها بدأوا في العمل بالزراعة مع أحد أصحاب المزارع الذي وجد في هذه الأسرة ما يبحث عنه ممن يعطي مزرعته الحياة وخاصة أنهم يمتلكون الخبرة
بعد فترة قصيرة انتقلت الأسرة إلى العمل في مزرعتهم هم التي اجرتها لهم بلدية القرية مقابل مبلغ بسيط جدا كتشجيع لهم وبدأوا بإقامة البيوت البلاستيكية كي يتحدوا عامل إختلاف المناخ و يزرعوا الخضراوات التي يحتاجها السوريين في فرنسا خاصة الباتنجان الصغير الذي يصنع منه المكدوس و هو من الأشياء السورية التي يشتاق لها السوريين كثيرا وسوف يساعدهم هذا ان يجدوا سوق تصريق شره لمحاصيلهم
الأسرة الأن بدأت بتوسيع مساحة الزراعة واستقطبوا قريب لهم أيضا ليعيش معهم في القرية و يعمل في الزراعة معهم بدل من أنتظاره في مدينته الحالية حتى يجد مكتب العمل له وظيفة لم يختبرها سابقا وراتب بسيط نظرا لعدم إمتلاكه الشهادة او الخبرة
بحسب ماسبق يمكن القول وبثقة أن السوريين كانوا سوف يجعلون من قطاع الزراعة داعما لإقتصاد فرنسا في أزمته بدلا من ان يكن عبئ من أعباءه فأرياف سوريا وبالرغم مما تفتقر له من خدمات تعتبر سلة غذائية تغطي إحتياجات السوق المحلي وأسواق إقليمية وعالمية أخرى
الصورة : تعبيرية لواحدة من مزارع العنب في فرنسا
أزدادت حالات الإصابة بفيروس كوفيد 19 في فرنسا بشكل كبير مما إضطر الحكومة إلى تطبيق قرار حجر صحي والطلب من السكان الإلتزام في منازلهم وعدم الخروج إلا لأسباب ضرورية
اثر هذا القرار على مفاصل الحياة اليومة حيث توقفت أغلب الشركات والمصانع وأصاب البلاد بشلل شبه تام وكان القطاع الزراعي من المتضررين أيضا وقد تم الإعلان عن هذا بشكل واضح وأنه الأن يوجد 2000 فرصة عمل شاغرة في قطاع الزراعة في فرنسا فقد إلتزم معظم الفرنسيين في منازلهم أثناء الحجر الصحي المطبق واصبحت الطرقات في المدن والقرى خالية وتوقفت جوانب الحياة كما يحصل في كثير من دول العالم
لكن ماذا لو كان السوريين بدلا من الفرنسيين ؟!!
بدايتا الأرياف في فرنسا مجهزة بالطرق المعبدة وبالمرافق العامة من مكاتب بريد وبلديات ومراكز طبية وفروع بنوك حتى وأيضا مكاتب خدمات إجتماعية
بالإضافة إلى كثرة الأنهار والجداول وقنوات الري الصغيرة والتربة الخصبة والألات المتطورة ومراكز صيانتها
أي أن كل ما يحتاجه القطاع الزراعي كي يزدهر متوفر إلا أنه ينقصه اليد العاملة و هذا اهم عامل والذي تعاني فرنسا منه اساسا وقد إزداد وضعه سوئ مع تطبيق الحجر
هنا تأتي ميزة المجتمع السوري وخاصة الريفي منه لأن الحالة الطبيعية لأغلب السوريين في ظل الحجر كانت ان يغادروا المدن الكبيرة هربا من إزدحامها والسجن في شققها الصغيرة و يعودوا إلى قراهم الواسعة ليستمتعوا بالهوائ النقي والتباعد المحقق اساسا من اتساع مساحات المزارع ولزيارة الجزئ الأخر من الأسر الموجد اساسا في الريف
كنا سوف نشاهد الجد والأعمام وأبنائهم وزوجاتهم يخرجون صباحا للعمل في الحقل و يتجمعون مساءا في حلقات السهر التي قد تتقسم حلقات رجال وأخرى نساء وصبايا وشباب والأطفال أو تكن حلقة واحدة للجميع تسمع لها دويا يكاد لا يفهم بسبب الأحاديث التي لا تنتهي وتطرد أي ملل
كانت اسابيع الحجر سوف تكن غير كافية و يريدون المزيد للإستمتاع بهذه العطلة الممتعة فعلا ولكانت المزارع بدأت تحقق إنتاجا وبتكلفة أقل لأن هؤولاء لا ينتظرون اجرا
ولأصبحوا فائظ في اليد العاملة التي تحتاجها الزراعة
أعيش في قرية صغيرة جنوب #فرنسا في الأيام العادية تكون خالية إلا من بعض المسنيين الذي يتابعون أعمال مزارعهم بخجل وبجزئ صغير من اصل الأرض الكاملة القابلة للزراعة اساسا و الأن في ظل الحجر حتى هؤولاء لم أعد أراهم
احد اصحاب المزارع ممن كان يتردد عادتا على بيوت اللاجئين هنا إما كي يقدم لهم بعض منتجاته كمساعدة او ليبحث عن عمال بينهم ليساعدوه في أوقات جني المحاصيل
بعد اسبوع فقط من الحجر اتى ليخبرنا بأنه بإمكاننا الذهاب وقطف مانحتاجه من الجزر والخس لأنه حان قطافها ولن يستطيع فعل هذا هو وفقد الأمل بأن ينتهي الحجر قريبا
كان منظر مزرعته محزننا حقا مساحات واسعة من الخضراوات سوف تفسد ولن يتم جمعها وسوف ينحرم السوق الفرنسي منها والذي يعاني اساسا من صعوبة الإستيراد من الخارج بسبب مشاكل يواجهها سائقي الشاحنات على الطرقات من إغلاق الإستراحات وورشات الصيانة وغيرها
تأملت هذه المزرعة وتذكرت أقاربي ممن يعمل بالزراعة في سوريا وكيف أن هذه الأرض بما تحتويه من ميزات كانت لتصبح مصدر ثروة لهم بدلا من مزارعهم التي لا تحتوي حتى على مصدر ري ومع ذالك يتمسكون بها وتعتبر مصدر دخل لهم
هذا الإسقاط ليس فقط من خلال المقارنة بين المجتمعين
بل أحد الأشخاص السوريين فعل هذا فعلا عندما وصل منذ ثلاث سنوات إلى فرنسا عن طريق إعادة التوطين من لبنان
وصل إلى فرنسا برفقة زوجته وأبناءه الثلاثة وزوجاتهم
في البداية كان نصيبهم ان يسكنوا مدينة ليون وسط فرنسا في منطقة صناعية مزدحمة لا تشاهد فيها إلا الأبنية الطابقية على عكس منطقتهم السابقة في ريف حماة الغربي والمعروف أنه سهول خضراء واسعة
كان هذا السبب الوحيد الذي دفع هذه العائلة أن تغادر ليون وتتجه إلى ريف قريب منهم يشبه بيئتهم السابقة
إلا أن هذا التغير تبعه تحول كبير في حياة هذه الأسرة
حيث أنهم وبعد٠وصولهم إلى قريتهم الجديدة واكتساب معارف من٠سكانها بدأوا في العمل بالزراعة مع أحد أصحاب المزارع الذي وجد في هذه الأسرة ما يبحث عنه ممن يعطي مزرعته الحياة وخاصة أنهم يمتلكون الخبرة
بعد فترة قصيرة انتقلت الأسرة إلى العمل في مزرعتهم هم التي اجرتها لهم بلدية القرية مقابل مبلغ بسيط جدا كتشجيع لهم وبدأوا بإقامة البيوت البلاستيكية كي يتحدوا عامل إختلاف المناخ و يزرعوا الخضراوات التي يحتاجها السوريين في فرنسا خاصة الباتنجان الصغير الذي يصنع منه المكدوس و هو من الأشياء السورية التي يشتاق لها السوريين كثيرا وسوف يساعدهم هذا ان يجدوا سوق تصريق شره لمحاصيلهم
الأسرة الأن بدأت بتوسيع مساحة الزراعة واستقطبوا قريب لهم أيضا ليعيش معهم في القرية و يعمل في الزراعة معهم بدل من أنتظاره في مدينته الحالية حتى يجد مكتب العمل له وظيفة لم يختبرها سابقا وراتب بسيط نظرا لعدم إمتلاكه الشهادة او الخبرة
بحسب ماسبق يمكن القول وبثقة أن السوريين كانوا سوف يجعلون من قطاع الزراعة داعما لإقتصاد فرنسا في أزمته بدلا من ان يكن عبئ من أعباءه فأرياف سوريا وبالرغم مما تفتقر له من خدمات تعتبر سلة غذائية تغطي إحتياجات السوق المحلي وأسواق إقليمية وعالمية أخرى
الصورة : تعبيرية لواحدة من مزارع العنب في فرنسا
ليست هناك تعليقات